(89) علم الآثار ودعوة المسلمين إلى حياة ما قبل الإسلام
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
قد يكون الدكتور "محمد محمد حسين" (1912-1982) أول من لفت الانتباه إلى مكمن الخطر على الإسلام في علم الآثار.

والدكتور محمد محمد حسين كما وصفه رفيقه الدكتور "محمد بن سعد بن حسين": "كان مؤمنًا صادقًا، وتقيًّا نقيًّا، ومتعففًا مترفعًا، يتناول موضوعات يتهيب منها الكثيرون أو ذات حساسية في الميادين الفكرية، يأتي بالدليل الحاسم في قوة؛ فليست بحوثه ذبذبات عاطفية تعتمد على الضجيج الخطابي، ولكنها ثمرة فكر عاقل، يؤمن بالحجة، ويعتصم بالدليل، فإذا ملأ كفَّه من الإقناع جاء بوهج العاطفة ليحدث من التأثير البالغ ما يترك هداه في قلوب من يستمعون القول فيتبعون أحسنه".

وصفه الدكتور "محمد عوضين" بالصدق والأمانة وكرم النفس وأصالة الطبع، ولُطف المعشر، وقال عنه إنه كان: "مربيا فاضلا وليس عالما فقط، يدعو بفعله قبل قوله إلى أن ينسب الفضل لأهله، وكانت بحوثه في محاربة الحركات الهدامة في عصره ضرورة حتمية يوجبها الواقع المعاصر" (موقع المعرفة).

وصفته "دار الرسالة للنشر" بأنه كان: "واحدا من النادرين الذين اشتدت حاجة الأمة إليهم، في وقت علا فيه طوفان الانبهار بالحضارة الغربية، وطغى فيه تيار العلمانية، واشتدت فيه ظلمات الجاهلية المادية، وفاح فيه لهيب سياط الدعاة إلى جهنم.... كان يصارع رموز الانهزامية الفكرية على حلبة التخصص الثقافي، قاوم الطوفان، وسبح ضد التيار، وأضاء الدرب". (مقدمة الناشر لكتاب الإسلام والحضارة الغربية 1993).

يُعَرِّف المتخصصون علم الآثار بأنه العلم الذي يدرس "كل ما خلَّفه نشاط إنساني في مكان ما خلال حقبة ما من الزمن".

يقول هؤلاء المتخصصون: "يتحرى الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافات مثيرة، مثل اكتشاف قبر يَغُص بالحُلِي الذهبية، أو بقايا معبد فخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية...